تنبؤات: لماذا استحوذت جوجل على شركة المعالجات الدقيقة Agnilux ؟
بدأت القصة في شهر ابريل من عام 2008 عندما قررت العملاقة أبل الإستحواذ على شركة صناعات المعالجات الدقيقة Palo Alto Semiconductor المعروفة إختصارا PA مقابل مبلغ 278 مليون دولار. ما دفع أبل لهذه الخطوة هو اهتمامها بتحسين أداء معالج الآي فون. مع أن شركة Palo Alto Semiconductor كانت متخصصة يومها في تطوير معالجات الخوادم عالية الأداء. لكن أبل غيرت مسار الشركة وركزت نشاطها لتحسين معالجات الآي فون.
لكن، الذي لم يعجب أبل، هو أن الكثير من المهندسين و الموظفين من ذوي المراتب العالية في الشركة قدموا استقالتهم فوراً، و السبب هو عدم رضاهم بحصص الأسهم التي قدمتها لهم أبل، و منذ ذلك الحين، قرر هؤلاء تأسيس شركة جديدة تحت إسم Agnilux و تخصصها طبعاً معالجات الخوادم عالية الأداء. و الجدير بالذكر أن هذه الشركة الناشئة قد بقيت طي الكتمان و لم يعلن عنها! حتى جاء الخبر البارحة عن إستحواذ جوجل لها مقابل مبلغ لم يعلن عنه حتى الآن.
إن هذا الإستحواذ يطرح الكثير من التساؤلات. و يمكن تفسيره على أكثر من نحو. و هنا سنحاول إستشراف الهدف الغير معلن لجوجل من هذه الخطوة:
التنبؤ الأول: نحن نعلم أن جوجل قد صرحت سابقاً أنها لا تهتم كثيراً بصناعة الأجهزة أو الهاردوير. لكن أنا شخصياً لا أصدق ذلك! فجوجل تسعى للسيطرة المطلقة، و قد لا يتسنى لها ذلك إذا لم تصنع عتادها الخاص بها. فجهاز نيكسس ون على سبيل المثال هو من إنتاج إتش تي سي. و أنا قد أكاد أجزم أن جوجل تتمنى لو كان الجهاز من تصنيعها. إذاً التنبؤ الأول هو أن جوجل تريد الإستثمار في تصنيع جوالات تحمل اسمها مئة بالمئة من دون الإستعانة باتش تي سي و غيرها. و هل هناك أفضل من الإستحواذ على شركة تصنيع معالجات دقيقة لتحقيق هذا الهدف؟
التنبؤ الثاني: ماذا عن جهاز جوجل اللوحي القادم الذي لا يزال يقبع في عقول مهندسي جوجل و لم ير النور بعد؟ فجوجل حتماً تسعى لسبر غور هذا المجال. فالمستقبل القادم هو للأجهزة اللوحية. و حتى الآن، فأبل تتزعم السباق. و لا بد لجوجل أن تلحق بها. فكما تعودنا من جوجل، فالمركز الثاني ليس خياراً أبداً. إذاً، قد يكون السر وراء هذا الإستحواذ هو نية أبل الإنتقال من النظرية إلى التطبيق للخروج بجهاز لوحي يشكل تحدياً حقيقياً للآي باد. و الأهم من ذلك أن يكون من تصنيع جوجل من الألف إلى الياء.
التنبؤ الثالث: عند تحليل الأسباب وراء إستحواذ جوجل على الشركات عموماً، فالأسباب تتلخص بسببين إثنين: أن تقدم الشركة منتجاً رائعاً أو ما يسمى إصطلاحاً في وادي السليكون “Killer Product” ؟ أو أن الشركة تحتوي على مهندسين لامعين فتستحوذ جوجل عليها و تضم المهندسين للعمل على مشاريع أخرى. و قد يكون السبب الثاني هو الأقرب للواقع. فجوجل تعلم جيداً أن فريق Agnilux يشمل أفضل الخبراء في مجالات تصميم المعالجات الدقيقة عالية الأداء. ربما تريد جوجل تحسين أداء خوادمها التي لا تعد و لا تحصى! أو أنها تريد تريد الإستفادة من خبرات Agnilux لتطوير أداء نظامها أندرويد أو نظام تشغيل كروم على الأجهزة اللوحية أو حتى الحاسوب العادي.
التنبؤ الرابع: جوجل ببساطة تريد أن تقهر ستيف جوبز و ترسل له رسالة ضمنية مفادها: كفاك طمعاً يا ستيف!
هل يمكنكم التفكير بتنبؤات أخرى؟ شاركونا ارائكم!