إختراق خوارزمية تشفير شبكات GSM رسميا

إختراق خوارزمية تشفير شبكات GSM رسميا



خلال الـ 21 سنة الماضية، استطاعت شبكات GSM إغراء مشغلي شبكات الجوال حول العالم لتبنيها. فالغالبية العظمى (نسبة 80 بالمئة) من شبكات الإتصالات حول العالم يستخدم هذه التكنولوجيا التي عفا عليها الزمن. لكن علينا الإعتراف أن خوارزميات تشفير شبكات GSM حتى ولو كانت بدائية إذا ما قورنت بخوارزميات القرن الواحد و العشرين قد استطاعت الصمود في وجه القراصنة. لكن ربما تتذكرون عندما اشرنا قبل 4 أشهر إلى نية قراصنة ذوي قبعات بيضاء (يعني قراصنة ليسوا أشراراً و محترمين) فك لغز تشفير شبكات GSM، ليس لغايات التخريب، بل لغايات البحث العلمي و حث القائمين على شبكات الإتصالات على تبني خوارزميات اكثار أماناً في ظل التهديدات المتزايدة لخصوصية المستخدمين.

اليوم يعلن مهندس حاسوب ألماني يدعى Karsten Nohl عن انتهائه من هذه العملية المعقدة اللتي تطلبت 80 حاسوب بمواصفات معالجية عالية و قد عملت هذه الحواسيب معاً بالتوازي لفك شفرة نظام GSM التي تستخدم لتشفير البيانات المرسلة و فك تشفير للبيانات المستقبلة. و أصبح لدينا الآن ما يشبه الكتاب العملاق الذي يحتوي على جميع رموز التشفير و فك التشفير لنظام GSM الخليوي.

هذه و قد أضاف Karsten عن الهدف من هذه الخطوة: "الهدف هو أن نثبت للعالم أن الخوارزميات المستخدمة حالياً في نظام GSM ليست أمينة بما يكفي، و نحن نحاول حث المشغلين على تبني خوارزميات أكثر حزماً و أماناً". هذا و قد خلق هذا الخبر نوع من الإرتباك و التصريحات المتضاربة: فقد إعتبرت جمعية GSM التي مقرها لندن ما قام به Karsten غير قانوني و لو كان Karsten يقطن في الولايات المتحدة أو بريطانيا، لكان تعرض للملاحقة القانونية. و أوضح المتحدث بإسم GSM أن الخبر مبالغ فيه، حيث ذكر أنه "يمكن نظرياً فقط، و من شبه المستحيل تطبيقه عمليا". لا أعرف ماذا قصد المتحدث بإسم GSM بقوله "نظرياً"؛ أليس ما قام به صديقنا Karsten عملياً بحتاً ؟

يذكر أن Karsten قد قام بنشر كامل شفرة الإختراق على الإنترنت. و يمكن لأي شخص تنزيلها و دراستها و حتى تجربتها. و قد إمتنع Karsten عن ذكر وصلة أو موقع الشفرة، لكنه قال أنها ستنتشر لوحدها عن طريق التناقل الشفوي بين مهووسي القرصنة حول العالم. و هذا يضع القائمين على GSM حتماً في موقف محرج. و قد قال بعض خبراء أمان شبكات الجوال أن على GSM ان تحث مزودي الجوال حول العالم على تبني خوارزمية تشفير أعتى و أقوى من تلك التي مر عليها ما يقارب ربع قرن.

نود اعلامكم أيضاً أنه لا داعي للقلق، فجمعية GSM تحمل في جعبتها خوارزمية جديدة للتشفير، لكنها تواجه صعوبات في حمل شركات الإتصالات على تبنيها. ربما لا تريد شركات الإتصالات تحمل اعباء مادية إضافية. لكن يبدو أن هذا سيتغير قريباً.